حكاية " الدنيا أربعة حاجات"

قالك يا سيدي فما تاجر من التجّار الكبار في البلاد معروف في الشرق و الغرب، خدّام و كل نهار من سوق لسوق و من مدينة لمدينة و كل نهار قافلة ماشية للجنوب تجيب التمر و قافلة للساحل و قافلة للشمال و حتى القوافل خارج البلاد للشام و مصر و حتى بلاد الهند و السند، و معروف بأعمال الصالحة و يعاون الناس و ما يبخلش على الزوالي ..
هالتاجر إسمو سي محمد، عندو طفل كبر شوي شوي و متربي في الخير و العز لعينيه، و تعلم من أبوه أصول التجارة و المعاملات..
لكن ما دايم كان وجه ربّي نهار سي التاجر محمد مرض و مات، و الأن ولدو لازم يشد مكان أبوه،يخدم و تاعب و شاقي و لاهي بكل شيء، زيد عرّس بطفلة سبحان الخالق زين وعين، و لكن سي ولد التاجر بدأ يضيع و تعرف على أصحاب سوء و بدأ يسهر الليل و الصباح يصبح راقد و ضاعت تجارته و قوافله و رزق أبوه المرحوم بدأ يضيع و هو لا خدمة و لا شيء، نهار بطولو مع زوجته يلي هي زادة تحمد ربي و تشكرو، فردة و لقات أختها، و كيف ما قالو ناس بكري إجبد ما ترد الجبال تتهد ..

لين رقد و صبح لقى روحو ما يكسب حتى دورو، و حار أش باش ياكل و زوجته جمعت حوايجها و مشات لدار أبوها و خلاتو وحدو قاتلوا ما يساعدنيش نعيش معاك في الفقر و الميزيريا.. و زيد أصحابه هجروه و بقى وحدو و لين وصل ولى يمد في إيديه قدام الجامع ..
تعب و تعذب و رقد في الشارع في البرد و جاع مالقاش ما ياكل، مشى لراجل كان صاحب أبوه قبل، و طلب منو إيعاونو و ياقف معاه، صاحب المرحوم سخف عليه و قالو من اليوم باش تولي تخدم معايا النهار بطولو في الحانوت تبيع و تشري و في الليل تبات في الحانوت و نخلصك بزايد المفيد تولي صالح و تخدم على روحك بوك راهو كان إنسان فضيل الله يرحمو .
بدأ ولد التاجر يخدم و تحسنت أحواله، و نهار قرر باش يمشي في قافلة للجنوب باش إيجيبو التمر و الدڨلة، مشى معاه عشرة رجال و قصدو ربي للجنوب، وصلو للصحراء و صارت عاصفة رملية و ضاعو وسط الصحراء لا ماكلة و لا ماء .. كان الصحراء و الشمس تحرق فيهم، جاو تحت نخلة و قالهم إقعدوا إنتهم هنا إستنوني و أنا نمشي نشوف نلقاش بير متاع ماء و إلا بيت شعر ( خيمة ) ..
هاو ماشي هاو ماشي في قلب الصحراء و عجاج و كثبان الرمل تحرق، لين ولى يمرد على ركايبو و حتى شاف من بعيد بير، هاو ماشي هاو ماشي حتى لين وصل للبير، يلقى راجل شايب كبير لحيتو بيضاء و لابس في الأبيض واقف قدام البير، و يلقى ولد السلطان كان يصطاد في الصحراء و ضاع، و قال الرجل العجوز ما نعطيكم الماء و مفتاح البير إلا ما تجاوبو على هالسؤال :
شنو خيار الطعام ؟ و شنو خيار الأصحاب ؟ و شنوا خيار اللباس ؟ و شنوا خيار الزواج ؟ (خيار معناها أحسن حاجة)

قام ولد السلطان و قال : خيار الطعام اللحم و الخضروات و الغلال و الفواكه و .. و خيار الأصحاب أصحاب الجو و السهريات و للعب و خيار اللباس الحرير و الذهب و خيار الزواج بنات السلاطين و المزيانين ..
قال الرجل العجوز : هههه لا يا ولدي ظاهر فيك ما شفت من الدنيا شيء و ماكش باش تشرب موتك خير من حياتك ..
و قال الرجل العجوز: و إنت يا ولدي جاوب ؟
قال ولد التاجر : خيار الطعام ما حضر و خيار اللباس ما ستر و خيار الأصحاب وقت الشدة و خيار الزواج قرد موالف و لا غزال شارد ..
قال الرجل العجوز : الله عليك هاو الكلام الصحيح، عطاه يشرب و روى حتى رجعت فيه الروح و قالو علاش جاوبت هكا ؟
قال ولد التاجر : كنت عايش في خير و نبذر في فلوس أبي و بعد كيف فلست عرفت إنو خيار الطعام ما حضر يلي نلقاه ناكلو و نحمد ربي على نعمتو، و قبل وقت كنت بفلوسي كنت نشري في كل أنواع اللباس و لكن من بعد إكتشفت انه أحسن لباس هو ما ستر بعيد عن التبذير، و قال قبل كانو الأحاب عليا يتجارو و أنا كيف السلطان بيناتهم و لكن وقت الشدة ما لقيت حد منهم، و قبل زوجتي خذيتها على زينها و لكن وقت الضيق خلاتني و مشات لدار أبوه و عرفت إنو الإنسان ياخذ قرد موالف خيرلو من غزال شارد وقت الشدة يمشي و إيخليه ..

قال الرجل العجوز : الله الله عليك ظاهر الدنيا رباتك و علماتك، و قال ولد التاجر نعطي معايا الماء لولد السلطان مسكين حرام يموت بالعطش و عطاه و شرب و رجعو للقافلة و رجعوا للمدينة سالمين و هاك ولد السلطان قال لود التاجر انت عملت معايا الباهي و منعتني من الموت من اليوم تمشي معايا للقصر و نعطيك أختي عرس بيها ما تلقاش ما خير منك ..
و هكا رجع سي ولد التاجر مع الأمير و عاش في القصر في خير و نعمة .. و كيف ما قالو ناس بكري هالدنيا 4 حاجات : خيار الطعام ما حضر و خيار اللباس ما ستر و خيار الأصحاب وقت الشدة و خيار الزواج قرد موالف و لا عزال شارد .