Beauty Dust Store

Sunday, November 22, 2015

يا قاتل الروح

قالك في قديم الزمان فمّا راجل يعيش هو و زوجته في كوخ في القرية، الحال شتاء و برد و أمطار، عشيّة ملقاوش حطب باش إيشعلوا الكانون و يدّفوا على البرد، قالت المرأة يا راجل إمشي أخطف روحك للغابة تلقاش شوي حطب قبل ما إيطيح الليل، قالها الله يبارك، خرج و هزّ فوق كتافو الفأس و قصد ربّي للغابة .. هاو يمشي هاو يمشي .. و الغابة خالية كان البرس و الريح يصرفق على يمين و يسار، و كان أصوات الشجر يحرك فيها الريح.. حتى تلفّت الراجل على جهة يشوف في شجرة عنب طالعة بين الشجر سبحان الخالق، شجرة عنب في قلب الشتاء و فيها عناقيد عنب سبحان الخالق، إنودكم و لا إنشهيكم.. هيّا مشى للشجرة تاع العنب و نحّى منها عنقود و حطّه في ساك من كاغط و قال هذا نروّح بيه للمرأة تفرح بيه و فيسع جمع شوي حطب و روّح للدار ..
هيا وصل للدار، قالها يا مرى شوف أش لقيت عنقود عنب في فصل الشتاء، قاتلو سبحان ربي أش يخلق، قاتلو يا راجل أش قولك تهزو هدية للسلطان، أتو يكافيك بعض الدنانير نصرفوهم في هالشتاء و تتحسن وضعيتنا شوي..
قالها الله يبارك ولله فكرة باهية .
أيا من حينو هز أك عنقود العنب في الساك الكاغط " معناها ما ينجمش حتى حد يشوف أش فما وسط الساك خاطرو من كاغط " و مشى للقصر طول، لقى الحرّاس قالولوا مرحبا يا بابا تفضل شكاية و إلا هدية ؟ قالهم عندي هدية لمولانا السلطان، هيّا مختصر الكلام شاوروا عليه، حتى دخل للسلطان، يلقاه قاعهد و جنبو الحاشية و الوزراء و الكُتّاب و السيّاف ..
قال السلطان : إتفضل يا بابا ..
قال الراجل : يا سيدي السلطان ماني اليوم خرجت للغابة نجمع في شوي حطب، نلقى شجرة عنب من غير فصل، و لقيت فيها هالعنقود متاع العنب و قولت مولانا السلطان يستحق هالهدية و مدّ الساك من كاغط للسلطان ..
السلطان دخل إيديو للساك يحس في حاجة غريبة، قال متأكد هذا عنب ؟؟ قال الراجل اي بطبيعة يا مولاي السلطان، قال السلطان : يا ولدي بالك و انت جاي في الثنية واحد بدلك الساك ؟ قال الراجل يا سيدي من وقت نحيت عنقود العنب للخطة هذه و الساك في إيدي !
قال السلطان ايجا شد الساك و خرج انتي عنقود العنب ! ، الراجل أخذ الساك و دخل إيدو للداخل و حس حاجة غريبة، وجهو صفار و تقلب و خرج ايديو يلقى رأس إنسان مقصوص في وسط الساك، أه شنوا هذا !! تفجع و مشى وجه الدنيا و جاء وجه الأخرة، صفار، إحمار، قال ولله عنب وين مشى ؟ و شكون حطلي هالرأس متاع ابن أدم ؟
السلطان قال جيب الحق يا ولدي خير ما نقوصلك راسك، و هاك الراجل يحلف و يتحلف ولله ما نعرف، ولله ما نعرفش كيفاه جاء للساك في بالي عنقود عنب، ولله يا سيدي السلطان ..
أمر السلطان الحرّاس شدوا الراجل و كلاوه بالضرب و يقولول ڨر ڨر مين هالرأس متاع الإنسان ؟ والراجل داخ من الضرب و الفجعة، و رماو فوقو الماء فاق و عاودوا بداو يضربو فيه و قال السلطان هيا قول الحقيقة ما كانش باش بعديك للمشنقة الأن، و هاك الراجل كل مرة يوخذ رأس الانسان المقصوص و يثبت فيه و يعاود يدوخ و يفيقوه و ياكلوه بالضرب و يعاود يدوخ .. حتى لين صاح باهي باهي هاني باش نحكيلكم بعد ما قعد يثبت في رأس المقصوص بالباهي .. قال السلطان يلا أحكي ..قال الراجل : كان الكذب ينجي، الصدق أنجى و أنجى، يا سيدي السلطان أنا عندي أرض صغيرة كل عام نزرع فيها شوي قمح و إلا شعير و إلا فارينة.. فمّا نهار جاري يلي عنده أرض لاسقة لأرضي تنازعت أنا واياه و مشينا للقاضي حكُم لصالح جاري و أخذلي قداه من ميترو من أرضي و أعطاها للجاري، أنا حقدت عليه و نقمت عليه، يخّي نهار و أنا نمشي وسط الغابة لقيت ولد جاري يلعب وحدو، طفل صغير، قولت هذه الفرصة باش نأخذ من بثأري، و شديتو و قوتلو باش نوقتلك الأن، قالي هاك الولد الصغير " ماني نشكي بيك " قوتلو تي أنا باش نوقتلك الأن و حتى حد ماهو باش يعرف، قالي الولد الصغير " أنا نشكي بيك للملك الكبير و الملك الكبير يقول بيك للملك الصغير و هو يأخذلي حقي منك " .. و لكن أنا ما فهمتش كلامو و ترميت عليه قتلتو و حفرتلو و دفنتو وسط الغابة و من غير ما نعرف بعد سنوآآات في نفس البلاسة يلي دفنت فيها الطفل الصغير طلعت هالشجرة العنب و أنا توا وين تذكرت ..
قال السلطان " سيّاف قصلو راسو هالكلب " .. وفات الحكاية و يا قاتل الروح وين تروح ..

No comments:

Post a Comment