Beauty Dust Store

Sunday, November 22, 2015

ساعة من ساعاتو تِغني

يحكيوا في قديم الزمان، على واحد خبّاز، الخبّاز شنوا راس مالو في هاك الزمان ؟ كاري الكوشة، وعندو مخبزين و الا ثلاثة، وساعة ساعة حمل حطب، ويطيّب للناس في خبزهم بالكراء .
هاك الخبّاز كان فقير حال، يهز ساق تغرق ساق، لا دار، لا مرأة، لا صغار، النهار بطولو يخدم في الكوشة و في الليل يبات يرقد في الكوشة. و هاك الخبّاز عندو طفل صانع يخدم معاه و كيفو زاده هو ما عندو حد في هالدنيا، و الخبّاز و الصانع حاطين الروس على بعضهم .
كل نهار كيف يجيوا يرميوا الخبز، الصانع يستعوذ من الشيطان، على خاطر البلاطه اللي يسدو بيها بيت النار ثقيلة عليه و يقول : يا عرفي أش خص لو كان هذي وزنها ذهب ؟
عرفو يعطيه بسطاكة على راسو و يقولو : ما طلبتش حفنة ذهب و إلا حفنتين ؟ تحب وزن البلاطة ذهب ؟!
يقوللو: يا عرفي يلي يطلب ربي يطلب بالكمال. رحمتو واسعة، ومخازنو ملايا، و ساعة من ساعاتو تِغني، أشكون قال لك يلي نحنا باش نقعدوا ديمة في ها الهانة الفقر و الميزيريا ؟ بالك يجي نهار و تتفرهد الاحوال. كل نهار فين يعاود هالكلام ياكل اصطاكة من عند عرفو .
يا سيدي هاك الخبّاز ما تعداتش امورو مليح قدّر عليه ربي فلس، سلّم في الكوشة وباع المخيبزات، وطرف الحصيرة اللي عندو، والحطب يلي تبقالو و قال: إذا ما واتاتكش بلاد بدّل بأختها ولو كان حجرها زمرد وياقوت . هاك الصانع، يا عرفي كيفاش تمشي علي؟ لشكون تخليني؟ قال لو: وليدي فيها مدبّر حكيم، ويلي يخلق ما يضيّع، وعلى كل حال ماك ديما تقول : ساعة من ساعاتو تِغني، لعل يجيبك ربي في ساعة سعيدة. خلالو كيف ما نقولو زوز فرنك باش يدبر راسو حتى ينوب عليه ربي بخدمة، وشد الثنية ..
 قعد هاك الولد وحدويدور من سوق لسوق، و يفصّل في النهوجات ويخيّط في الزناقي. وفاتلو هاك زوز فرنك، وقف في باب البلاد يستنى ثماشي ما يجي حد يخدمو. النهار الاول، الثاني، الثالث، نهار هو واقف وها الراجل وقف عليه قال : تخدم يا ولدي ؟
قالو : بين يديك يا بابا . قالو: تبعني . بدا الراجل ماشي و هو في جرتو، شقوا باب سويقة، المدينة، وصلو كيف ما نقولو لبطحة رمضان بي، دخلوا لزنقة.
وقف الراجل قدام دار ( باب كبير بالقمجة، ظاهرة دار أكابر) جبد المفتاح حل، قالو أدخل يا ولدي، دار متاع أكابر جليز و مرمر و رخام و أبناك وزرابي مدقوقة في الحيوط، بيوت تقول سرايا متاع قصر. هيا وصلوا لوسط الدار: خصّة تفيع بالماء، و بيوت متناظرين وسط دار طاولة منصوبة. قال الراجل: ايجى يا ولدي افطر الساعة حط لو الفطور، فطر، شبع، تحمد وتشكر، قال لو: ايا توه يا ولدي : خرجو لوسط الدار، ثمة بلاطة، قاللو: هزها. هزها تحتها مطمور، بلاطة اخرى لغادي منها قال لو: هز هذيكا زادة، هزها : المطمور الأولاني مليان، و الثاني فارغ. المليان، مليان بالذهب و اللويز للفم كيما يعطينا و يعطيكم من رزق الحلال الطيب ! قالو حتى حد ما يعرف بهالمطمور كان إنت رد بالك تعاود لحد . جابلو شكارة نخالة صبّها بحذاه و قاللو : إجبد من ثمة، و إمسح بالنخالة، و أرمي في هاك الفارغ حتى يتعبى، وفطورك وعشاك وفرشك هوني، ونهار يلي تكمل نعطيك يلي يرضيك.
توكل بالله الولد يخدم النهار الكل و هو قاعد في القاعة وحالل ساقيه، يطلع بالقفة و يصب قدامو ( لويز أخضر مخزز) يمسح و يحك الكعبة يلي تنظاف وتولي تبرق بريق، يشيّعها في المطمور الاخر و الدار مسكرة و الراجل ساعة ساعة إيجي يطل عليه، والفطور والعشاء ثميكة، حتى وفات الخدمة، حاسبو و زاد أحسن لو، ومشى على نفسو.
بدى يقسط في هاك الفليسات و يدبّر في راسو، مرة يحمل حميلة، ومرة يجيبو تاجر يكنسلو الحانوت، ومرة واحد يقضيه قضية، بره يا زمان، وايجا يا زمان، نهار سمع في الدلال يدلل على دار، قال دار في الحومة الفلانية. جاء ينشد قالوا لو : هذي دار سي فلان مات وما خلى حد, سي فلان يلّي خدم عندو ( متاع المطمور المعبي بالذهب ) : باش تتباع لبيت المال. ماشين الناس مع الدلال باش يقلبوا ويتفرجوا من بيت لبيت، تخلّف هو في بيت، خرجوا الناس قعد ثمه،. باب الدار تسكر، وهو خرج يجري لهاك المطمور، هز البلاطه يلقاه بأمانتو. باللويز للفم يخطف الانظار. عبى مكاتبو. الباب مسكر ما ينجمش يخرج، قعد بات، من غدويكا رجع الدلال جايب ناس اخرينا يقلبوا في الدار، دخل هو في وسط الناس. قال الدلال باب ربي، بداوا الناس يتزايدوا، تقدم هاو يزيد معاهم طاح عليه السوم. جبد الفلوس ودفع و خذا المفاتح، وخرج مع الدلال، قيّد الدلاّل عند العدول : صبحت الدار ملكو و رزقو و حلالو. مشى للسوق، شرى سبعه و الا ثمانية خزنات من هاك الحديد يلي ما يتحلوا الا بالسكريتو، ومسامرهم قد عظمة الدجاجة عباهم بهاك اللويز و الذهب و سكر، حل دارو وجاب الخدام. شرى حانوت في سوق الربع وعمرو بالسلعة. الناس تبيع بمائة، وهو يبيع بخمسين ( من عند ربي ) تشهر في هاك البلاد، ولى سي فلان الفلاني، خطب طفلة من أكبر كبيرها و تزوج ولات دارو مقصودة، وعرمة تجيها الكيالة.
نهار جاء طالب على باب الدار: يا كريم متاع الله. قاعد في الروشن هو و العروسة يسمع في الصوت، عقلو ! عقل صوت عرفو. اه قال: عرفي حط بيه الزمان حتى ولى يطلب؟ زعمة هو؟ خرج يشوف فيه : يلقاه هو .
لكن عرفو ما عرفوش، قالو اتفضل يا بابا ادخل. حطولو الفطور، فطر، شبع، جا قايم باش يمشي على نفسو قاللو: اقعد ضيف ربي .
يجبدها ثميكة ثلاثه أيام: الماكلة منو، والرقاد عليه. و مولى الدار يفطر فيه ويعشي فيه معاه. نهار ثالث يوم بدا يحكي على الخبّاز، وعلى صانعو، وعلى البلاطة اللي وزنها ذهب و وعلى الخبّاز كيفاش يصطك للصانع .
قاللو: يا سيدي إنت منين تعرف ها الكوشة ؟ ياخي كنت ترمي عندهم في الخبز؟ قال لو: لا.
قاللو على خاطر الخبّاز اللي تحكي عليه هو أنا. حط بي الزمان، وهاني وليت نطلب. وبدا يبكي. قال لو: و الصانع هو أنا! قال هاك العرف : انت ؟
أنا ! ترمى في رقبتو وبدا يبوس ويبكي. قال لو: شفتني يا عرفي كيف كنت تعطيني بالصطاكة وتقولي: ما تطلبش شئ يلي ما تطولوش، و أنا نقولك يلي يطلب على ربي يطلب بالكمال، وساعه من ساعاتو تغني، ايا اقعد عندي و الدار دارك، و انت بابا من البارح موش من اليوم. وقعد بحذاه هاك الشايب، وعاشوا متهنين، وفي الغايه والنهاية و ساعة من ساعاتو تِغني .

No comments:

Post a Comment